دلائل وأسرار: المخطوط قضيَّةً

عندما تكون القضيَّة كبيرةً فإنَّ معالجتها تقوم على ركنين:

ركن تثبيتها واستثمارها في مادَّتها وذاتها، وما يترتَّب على ذلك من الاحتشاد بالدلائل أيًّا كان طابعها: طابع التوثيق التاريخي، أو الدرس العلمي، أو البعث النفسي، أو الشهود الحضاري.

وركن استبطانها والغوص في تضاعيفها، لاستخراج ما في أركانها جميعًا (الوعاء والنص والخوارج) من أسرار على المستويات جميعًا.

أهداف الملتقى

يهدف هذا الملتقى الذي تنظِّمه الدار شهريًّا إلى إثارة حراكٍ علميٍّ واسع ورصين حول المخطوط العربي وإشكاليَّاته من زوايا مختلفة، يربط بينها جميعًا ناظم واحد يجعل من المخطوط العربي قضيةً كبيرةً ومركَّبةً؛ إذ هو قضية تاريخيةٌ، وعلمية،ٌ وثقافيةٌ، وحضاريَّةٌ؛ بتاريخيَّتها ندور في فلك المخطوطات بوصفها وثائق لها هموم كثيرة، تبدأ بالاستكشاف والرصد والترميم والحفظ، ولا تنتهي بتوظيف التقنيات الحديثة في المجالات جميعًا، ومنها بناء قواعد البيانات .. الخ، وبعلميَّتها ننشغل بعلومها التي تكرَّست وبالمقارنات المنهجية المختلفة وأدواتها، وفي قلبها مقاربة التحقيق والنشر النقديُّ للنصوص، وبثقافيتها نلامس مسائل بالغة الخطورة من مثل تقريب التراث إلى الأجيال الجديدة وتحبيبه إليها وفتح عيونها على إنجازاته وتجاربه المعرفية والقيمية، وبحضاريتها نصل إلى الحوارات الساخنة من مثل بناء الهوية واستخلاص الخطاب الحضاري والمثاقفة..

الحرية وما تختزنه من قدرة على الاستجابة والتواؤم واحدة من قيم المخطوط العربي؛ لذلك فإنَّ (الدلائل والأسرار) ستتخذ أشكالًا مختلفة؛ حينًا تلبس لبوس (المحاضرة) وحينًا ترى شكل (الندوة) أليق، وحينًا تجنح إلى لغة (الحوار) بحسب الموضوع والضيف والمقصد الذي ترمي إليه.

منظومات الدلائل والأسرار

لأن هاجس التركيب -الذي يبني ويُراكم– يسكننا، فإنَّ الدلائل والأسرار ستقدَّم في إطار منظومات (دورات) موضوعية راتبة، وسنبدأ بمنظومة (دورة) ندخل فيها إلى المخطوط العربي من بابة المدن؛ إذ حضارتنا العربية الإسلامية هي حضارة مدن لا حضارة دول.

إن مدن المخطوطات العربية الإسلامية هي العواصم الحضارية التي لا تموت، اقتربت منها السياسة أو ابتعدت.

 (دلائل وأسرار) المدن

 المدن موضوع جذَّاب، يجمع شمل الجغرافيا والتاريخ والإنسان، وبالطبع تراثه (المخطوطات).
وخريطة الحديث عن المدنية خريطتان أو شطران:

  • المدينة ذاتها، بوصفها مكانًا، وللمكان شخصيَّته، وبوصفها تاريخًا، وللتاريخ خصوصيَّته، وبوصفها إنسانًا، وللإنسان ملامحه التي تتفاعل مع الجغرافيا وطبيعتها، والتاريخ وأحداثه، فتأخذ منهما وتعطيهما.

  • مخطوطات المدينة ومجموعاتها ونوادرها وما لم ينشر منها، وواقعها حفظًا وفهرسةً ونشرًا، وما ضاع أو فقد منها، وحراكها التاريخي والعصري؛ استقطابًا وتسرُّبًا، وآفاق خدمتها، ومدى إفادتها من منجزات العصر وتقنياته.

الشطر الأوَّل (حديث المدينة) يضرب على وتر الثقافة وأدبيَّاتها، ويوظف المعارف التاريخية وغيرها للوصل مع التراث، والمكانُ أحد تجلياته، والشطر الآخِر (حديث مخطوطات المدينة) متخصِّص يُعنى بالمعلومات والأرقام، ويمزج بين إرث الماضي وصورة الحاضر وأفق المستقبل.

عواصم المخطوط العربي

عواصم المخطوط العربي – إستانبول

عواصم المخطوط العربي – القاهرة

عواصم المخطوط العربي – بغداد