من نحن
تُعنى (الدار) بشأن المخطوط العربي في كل مكان في العالم، وتراه (قضية كبيرة)؛ بدءًا من كونه ذاكرة وانتماء ووجهًا حضاريًا، ومرورًا بأوعيته ونصوصه (الأصلية والموازية) ومقاربة درسه، وليس انتهاء بضرورته للحضور العربي والإسلامي في العصر. وفي سبيل ذلك: تحتشد لجمع صورة وحفظها رقميًا وتوثيقها فهرسةً وتصنيفًا وإتاحتها للمستفيدين، وتحقيق نصوصه ونقدها ونشرها وإبرازها في عالم التواصل، وإذاعة ثقافته واستخلاص خطابه والمثاقفة به تفاعلًا ومواءمة واقتباسًا، وتتبنى المشروعات الحيوية والكبيرة الخادمة له، وتسعى بجدٍّ لربط الأجيال الجديدة به، وتأهيلهم أكاديميًا وتدريبيًا للتعامل معه والإفادة منه.
دار المخطوط العربي في كل العالم
من حقِّ أي مؤسسة علمية جديدة أن تحلم؛ بل إن هذا (الحلم) هو الذي
يؤسِّس لمشروعية وجودها، وإلا فإن العالم اليوم مكتظٌّ بالمئات؛ بل بالآلاف
من المؤسسات العاملة في حقل التراث عامَّة، والمخطوط العربي خاصَّة.
لكن لا بدَّ –بالطبع– أن يكون الحلم عاقلًا، بمعنى أن بالإمكان تنزيله على الواقع،
ومدروسًا بمعنى أن يكون في الحسبان الإمكانات المتاحة عند التخطيط له.
بناء المكتبات المرجعية والاستنادية ودعمها بقواعد البيانات المفتاحية والخادمة.
توفير الموسوعات الشاملة والمتخصِّصة.
إطلاق مشروعات التحقيق الكبرى، والانتقال بالتحقيق من طور العمل الارتجالي إلى طور العمل المخطَّط له، ومن طور النصِّ الفرد إلى طور منظومة النصوص
توحيد الأطر المرجعية ونشر ثقافة المعايير والضوابط، وتشجيع الانضباط البحثيِّ.
تأهيل الأجيال الجديدة وتنشئتهم تنشئة علميَّة وصقل مهاراتهم.
تفعيل قيم التراث وأخلاقيَّاته في الحياة العلميَّة التراثية عمومًا، وفي
المقاربات المنهجيَّة للمخطوط العربي، وبخاصة مقاربة التحقيق.
استدعاء المخطوط العربي بمعارفه وقيمه، ودمجه في نسيج الحياة الثقافية للأمة.
نشر ثقافة التراث وتوسيع دائرة الاهتمام به.
بوقود الطموح وبتنزيل الإطار على الواقع ترتسم سبع دوائر يتحرَّك فيها
العمل: دائرة الذخيرة الاستناديَّة وقواعد البيانات الوظيفيَّة، ودائرة الأعمال
الموسوعيَّة، ودائرة التحقيق الموجَّه، ودائرة إنشاء الأطر المفاهيمية والبنى
المعياريَّة، ودائرة تأهيل الأجيال الجديدة تعليمًا وتدريبًا وتثقيفًا، ودائرة الحراك
الثقافيِّ المتصل بالمخطوط، ودائرة بناء جماعة تراثيَّة منضبطة ومتجانسة.
بين المكان والتراث جدلٌ محيِّر،
حينًا نجزم أو نكاد بأنَّ المكان
هو الذي يصنع التراث،
وحينًا نقطع أو نكاد بنقيض ذلك،
فيستقرُّ في الرُّوع أن التراث هو الذي
يصوغ المكان.وعند امتزاج تلكم العلاقة التعاقبيَّة الترداديَّة يختلط الأمر،
ويضيع اليقين!
مشروعات مبتكَرة يقوم عليها نخبةٌ (قليلةٌ)
من أهل الرؤية والاختصاص
والخبرة في الدَّار، وفي المقابل تعتمد مبدأ الانفتاح على الكفايات في الخارج؛
للإفادة من أفكارهم وخبراتهم وأعمالهم، وذلك في إطار من الالتزام الصارم
بالمعايير العلميَّة والمنهجيَّة.
التخطيط والتنفيذ، وهي في الحالين: حال الإجازة، وحال التنفيذ؛ محكومةٌ
بشروط تستبطن القيمة والجدوى، كما تستبطن الآليات والضوابط المعينة
على المتابعة والتقويم. وإلى ذلك فإن لكلِّ مشروع مديرًا يشرف على العمل، ويكون مسؤولًا أمام مجلس الإدارة.
حولية الدار، المؤتمر السنوي،
برنامج الإجازة في علوم الخط والمخطوط، صناعة العلماء.